أحدث المواضيع

بحث في المدونة

الأحد، 14 أبريل 2024

قصة لغم قديم مضادة للأفراد من فترة الاستدمار هذا ليس عنوان فيلم بل هي قصة حقيقية حدثت معي.

 قصة لغم قديم مضادة للأفراد من فترة الاستدمار ...طبعا هذا ليس عنوان فيلم بل هي قصة حقيقية حدثت معي تعود أحداثها لعدة سنوات مضت كنت كاتب عام جمعية حماية التراث التاريخي والثقافي لثورة التحرير المجيدة وخلال تلك الفترة كنت أحضر لإصدار كتابي زريبة الوادي تاريخ وشخصيات الذي يتحدث عن زريبة الوادي إبان ثورة التحرير، فقد كنت وفي إطار بحثي أتواصل مع العديد في العالم الافتراضي و الحقيقي لأجل جمع أي معلومات تخص تلك الفترة التي عانى منها أجدادنا الويلات ...

وفي نفس الوقت قدموا أروع الأمثلة في البسالة والكفاح ، وإذا به في أحد الليالي من فصل الربيع يدق باب منزلي احد الأصدقاء فخرجت له ورحبت به وركبت سيارته وتبادلنا أطراف الحديث لبرهة من الزمن فأحسست من خلال كلامه أنه يريد أن يخبرني بشيء سري للغاية أو خبر ذو قيمة ويخاف ولا يريد أن يسمعه أحد ، طبعا فلما أطلعني على صندوق سيارته فكانت المفاجئة أنه لغم مضاد للإفراد يبدوا من الفترة الاستعمارية لأنه كان به الكثير من الصدأ ، وجده في المنطقة بين الدرمون التابعة لولاية  باتنة وزريبة الوادي بولاية بسكرة وهي منطقة كانت أحد قلاع ثورة التحرير ومنطقة محرمة خلالها وهذا عندما كان في جلسة شواء هو وأصدقائه وأبنائهم فوجدها قد ظهرت على سطح الأرض بسبب إنجراف التربة لما كان بصدد جمع الحطب تحضيرا لاستعماله في تحضير الشواء ، فما كان عليه إلا أن احتفظ بهذا اللغم إلى حين الاتصال بي ... وبهذا يثبت ميزة المواطنة والوطنية الحقيقية التي يجب أن يتحلى بها كل الجزائريين ، فقد عرض حياته للخطر لكي لا يقع هذا اللغم بين أيدي أناس لا يعرفون خطورتها أو رعاة الأغنام أو أطفال يلعبون بها كما حدث من قبل حيث لقي طفل يقطن بمدينة زريبة الوادي حتفه في انفجار لغم يعود إلى الحقبة الاستدمارية وتسبب إنفجار اللغم في تحويل الطفل وهو تلميذ في المدرسة إلى أشلاء متناثرة رحمة الله عليه كم كانت فرحتي كبيرة بهذا الكنز التاريخي وفي نفس الوقت خوفي الكبير من خطورته ولكن كم كان ذلك الشعور الجميل يغمرني الممزوج بمشاعر فخر وعزة لما قدمه أجدادنا من أجل هذا الوطن الأبي فالمجد والخلود للشهداء .

فما كان علينا إلا وان توجهنا إلى الأطر والسبل القانونية التي تهتم بمثل هذه المآثر التاريخية التي تجمع ما تركه المستعمر الغاشم لتبقى دليل على بطشه وجبروته ووحشيته ... حيث سجل اللغم ووضع بالمتحف الجهوي للمجاهد العقيد محمد شعباني ببسكرة ، بعد أن قام متخصصوا الأجهزة الأمنية الجزائرية من خدمة التخلص من الذخائر المتفجرة بفحص اللغم القديم الذي اعتراه الصدأ والذي يعود للحقبة الاستعمارية . المجد والخلود للشهداء وتحيا الجزائر  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Translate ترجمة المدونة

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

^ أعلى الصفحة